باتومي لؤلؤة البحر الأسود
: ميناء باتومي
باتومي هي واحدة من الموانئ الرئيسية والمدن التجارية في جورجيا، ولكن إلى جانب ذلك، و هي عاصمة أقليم أدجارا، تعتبر باتومي لؤلؤة البحر الأسود لما قد تراه من تراث و تنوع ثقافي و تاريخي الي جانب الطبيعة التي لا تنسي
وهي مدينة ساحلية على ساحل البحر الأسود. ومن الجدير بالذكر أن معظم اقتصادها يعتمد على السياحة. ويرجع ذلك في معظمه إلى حقيقة أنه منذ عام 2010 الوجه القديم للمدينة قد تحول تماما وتم تجديدها
: ماهية باتومي
كلمة باتومي مستمدة من الكلمة اليونانية تعني “الميناء العميق”. في الواقع، بعد سيفاستوبول باتومي لديها أعمق وأكثر ملاءمة لمفهوم الميناء على ساحل البحر الأسود. يمكن العثور على أول الاشارات حول باتومي في أعمال أرسطو، الفيلسوف اليوناني، الذي عاش في القرن 4 قبل الميلاد.و في وقت لاحق بليني الأكبر و أريان كررنفس معلومات أرسطو لكنه ذكرها فقط كنهر بنفس الاسم
: التاريخ القديم للمدينة
وكما تشير الدلائل الأثرية إلى أن هذه المنطقة قد تم تسويتها منذ القرن الثاني قبل الميلاد.لكن في حقيقة الامر يمكن أن تعود أقدم طبقة ثقافية، والتي تحتوي على آثار وبقايا أنشطة الإنسان في موقع معين، يعود تاريخها إلى القرنين الثامن والسابع قبل الميلاد
: الاثار و الحفريات
و لذلك وجدت أقدم القطع الأثرية التي نعود إلى القرنين الثامن والسابع قبل الميلاد وهي من فترات تاريخية مختلفة
وقد تم اكتشاف أهم القطع الأثرية على أراضي غونيو وهي تعرف باسم “غونيو ترياسور”، وهي مجموعة من الأشياء الذهبية التي تمثل عينات رائعة من الفن المتطور ومستوى عال من الحرفية العالية بشكل لا يصدق. وتشهد القطع الأثرية المكتشفة في هذه المنطقة علاقات تجارية مع المستعمرات اليونانية
من الجدير بالذكر أنه بين البقايا القديمة القريبة من باتومي توجد قلعة البتراء التي تقع في قرية تسيخيسدزيري في بلدية كوبوليتي
و قد كشفت الحفريات التي أجريت هناك علي العديد من الآثار التي تعود إلى فترات تاريخية مختلفة، أقدمها يعود إلى أواخر العصر الحديدي البرونزي المبكر. وقد تم اكتشاف العديد من الأشياء الذهبية والفضية والثمينة هناك. كما لا يزال بقايا من باسيليكا من القرن 5 ج. ميلادي
: الاثار التي تنتمي للامبراطوريات السابقة
هذا الموقع هو أيضا يمتاز بصفة خاصه بجموعةا النوميسماتيك. عملات من بلدان مختلفة مثل اليونان، الإمبراطورية الرومانية، البيزنطية والإمبراطورية العثمانية وغيرها يمكن العثور عليها هناك. هذه الحقيقة تعطينا معلومات عن العلاقات التجارية بين الأجزاء النائية من العالم أو تأثيرها على بعضها البعض
خلال تاريخها الطويل المذكور أعلاه باتومي كثيرا ما عانى من الأوقات الصعبة. في البداية كانت حامية من قبل القوات الرومانية البيزنطية،الذين ينتمون إلى لازيكا، المملكة الغربية الجورجية. في وقت لاحق، في القرن التاسع أحتلت المدينة لفترة وجيزة من قبل العرب
: باتومي في تاريخ الممالك الجورجية
و لكن لحسن الحظ بالنسبة للجورجيين، لم يكن العرب يحملون باتومي أهمية وفي القرن التاسع أصبح جزءا من مملكة تاو كلارجيتي، التي كانت تاريخيا جنوب غرب المملكة الجورجية و هم من أسرة باغراتيان المؤسسة للمللكة الجورجية، ولكن نتيجة للحروب الروسية التركية ,تم غزوها من الأتراك و كانت تشكل في ذلك الوقت جزءا من شمال شرق تركيا
في أواخر القرن العاشر اصبحت باتومي جزءا من المملكة الموحدة من جورجيا، لكن هذا لم يدم لفترة طويلة. بعد تفكك المملكة الجورجية انتقلت باتومي إلى أمراء امارة غوريلي،و هم الذين كانوا حكام لإمارة جورجية الغربية. بعد حوالي قرن من الزمان كانت المدينة قد غزاها العثمانيون، وعلى الرغم من الجهود الجورجية الموجهة نحو استعادتها، أصبحت باتومي في ذلك الوقت جزءا من الإمبراطورية العثمانية
: الاحتلال الروسي
لعبت الإمبراطورية الروسية دورا هاما في تاريخ باتومي في القرن التاسع عشر. وقد ضموا المدينة وأعلنوها كميناء حر. و حقيقة التوسع في باتومي يرتبط ارتباطا وثيقا بهذه الفترة. تم الانتهاء من خط أنابيب باتومي – تيفليس – باكو وخط أنابيب باكو – باتومي. تدريجيا أصبحت المدينة ميناء النفط الروسي الرئيسي في البحر الأسود. وبسبب الاضطرابات التي وقعت خلال الحرب العالمية الأولى، دخلت تركيا مرة أخرى في المدينة وتنازلت عنها فيما بعد إلى البلاشفة باعتبارها حكما ذاتيا. الي ان انهار اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية
و لكن تسببت الاحتجاجات الجماهيرية التى اثارتها ثورة الورود فى تبليسى فى عام 2003 الي تاريخ جديد للاقليم باعتباره مركز تجاري و ثقافي و سياحي هام لجورجيا
: باتومي حاليا
في الوقت الحاضر، في ظل الحكومة العامة لجورجيا، باتومي هو مركز إداري وثقافي واقتصادي كمركز لحكم محلي في أقليم أدجارا .
الى جانب ذلك، هو مقر المحكمة الدستورية لجورجيا منذ عام 2007 التي انتقلت هناك من تبليسي
مع سلسلة السكك الحديدية وأكبر ميناء بحري تعد باتومي كواحدة من أهم المدن في جورجيا. كما أنها تحتوي على مطار مريح جدا افتتح في عام 2007. المدينة مليئة بالعديد من مناطق الجذب السياحي. منذ عام 2007 تم بناء الكثير من المباني على أراضي المدينة من بينها عدد لا يحصى من الفنادق والمطاعم والكازينوهات وما إلى ذلك من بين المباني الرائعة كفندق راديسون بلو، فندق شيراتون، برج الأبجدية ، قاعة الخدمة العامة. كما أنها منتجع شاطئي يعد شعبيا هو الرقم واحد في جورجيا.